إنها هناك ...
قابعة بعيد ...
تتشح بالسواد
اقتربت منها
وجدتها تفترش الأرض
غارقةً فى الطين والوحل
ليزداد سوادها سواداً
كانت هناك ...
حولها الضباب يحتضن الجبال
والغيم يقبل حبات الرمال
آاااااهٍ لو أستطيع
لو أستطيع أن أصف شيئاً عن بؤسها
لكن أقلام العالم
وكأنها اتفقت أن تتخلى عنى
فلا أستطيع شيئاً
اقتربت أكثر ...
تفحصتها
فإذا بها جامدةُ ُ باردةُ ُ كلوح الثلج
نظرت فى عينيها
فوجدتها عيناً بلا عين
وجدت كهفاً مظلماً بلا أثر لحياة
مع صفرة الموت التى تكسو ملامحها
خِلتُ نبضها قد فارق الدنيا
لكن تلك الرعشة التى أكاد ألحظها
ترافقها آناتُ ُ ضعيفة تكاد تخفت
تقول هذا الجسد لم يفارقه النبض بعد ...
ماذا أفعل لهذه المسكينة ...
سهرت بجانبها ليالٍ وليال
أُداويها ...
أُناجيها ....
من لفحاتِ البرد أحميها
وماء الأمطار أسقيها
وتمر الأيام ...
وتهاجر الليالى ...
وها قد بدأت تنطق فى خفوت بين الآنات المكلومة
بحروفٍ كملامحها يرتسم عليها
الخوف الممتزج بالذعر غارقة فى دموعها النازفة ....
سألتها من أنتى سيدتى ؟
لم ترد ...
سيدتى من أنتى ....
قالت بصوتٍ متهالك يحمل آلام سنوات
من أنا ...!!!
قلت سيدتى وجدتكى فى ذاك المكان المقفر
وحيدةً فى حال احتضار
سألتنى مرآة !
بحثت فى جعبتى
وناولتها إياها
نظرت ....
فارتسم على وجهها العجوز الرعب أكثر
ما الخطب سيدتى !!
قالت : من تلك ....
إنها أنتى سيدتى
صمتت طويلاً فى ذهول
......
تذكرت ... تذكرت
أنا هنا منذ آخر نهارٍ كان .. منذ سنين
تريثى سيدتى فكل يومٍ له نهار جديد
يُخيل إليك ..
لما يا هذا أيقظتنى من سباتى
لما أفقتنى من غفوتى وبعثت جراحى
لما حركت آهاتى وآناتى
لما أقمت أشجانى ودعوت أحزانى
لقد مات ورحل عنى
فاتركنى أريد أن ألحق به ....
سيدتى هونى عليكى
فالحياة لا تقف على قريبٍ أو حبيبٍ رحل
بنى اصمت
أنت لا تعى شيئاً
بدونه لا معنى للحياة
أقصد بدونه أصلاً لا حياة
وصمتت برهة ثم قالت
سألتنى من أنتى
نعم سيدتى
أنا ...
أنا القومية العربية أبكى حبيبتى التى ماتت
أبكى الكرامة العربية